102وقد اشتهر الشيعة بهذه العقيدة، وعُرفوا بها، حتى علّق الفخر الرازي في تفسيره على هامش الآية الشريفة «وإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ. . .» 1بقوله:
«المسألة الرابعة: قالت الشيعة: إن أحداً من آباء الرسول وأجداده ما كان كافراً، وأنكروا أن يقال: إن ولد إبراهيم كان كافراً» 2.
ب - نظريّة أهل السنة:
ويعتقد بعض علماء أهل السنة كذلك بإيمان أجداد النبيّ صلى الله عليه و آله وتوحيدهم، حيث ذكر العلامة الآلوسيّ البغداديّ (المتوفى سنة 1270 ه) على هامش تفسير الآية الشريفة «وتَقَلُّبَك فِي السَّاجِدِينَ» 3ما يلي:
«أبونعيم عن ابن عباس أنّه رضى الله عنه فسّر التقلّب فيهم بالتنقل في أصلابهم حتى ولدته أمّه على الصلاة، وجوّز على حمل التقلب على التنقل في الأصلاب أن يراد بالساجدين المؤمنون، واستدل بالآية على إيمان أبويه عليه السلام كما ذهب إليه كثير من أجلّة أهل السنة، وأنا أخشى الكفر على من يقول فيهما (رضي اللّٰه تعالى عنهما) على رغم أنف القارئ وأضربه بضد ذلك. . .» 4.
وذكر في مكان آخر ما يلي:
«والذي عوّل عليه الجمّ الغفير من أهل السنة أن آزر لم يكن والد إبراهيم، وادّعوا أنه ليس في آباء النبيّ كافر أصلاً، والقول بأن ذلك قول الشيعة كما ادعاه الإمام الرازي ناشئ من قلّة التتبع» 5.