22وتوضيح ذلك:
أولاً: إن أشهر الحج قمرية وليست شمسية ، وهذا ما يجعلها متنوعةً على امتداد السنين .
ثانياً: إن الأرض كرويّة ، وتتنوّع أقاليمها الحارة والباردة .
ثالثاً: تختلف أذواق الناس في المدن والبلدان ، وكذا إبداعاتها ومخترعاتها وفنونها المسكوبة في نتاجاتها المصنوعة .
من هنا ، تظهر المحاصيل المتنوّعة الكثيرة في تمام مناسبات الحج والعمرة في مكّة ، بدعاء إبراهيم عليه السلام ، وكذا المدينة بدعاء الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله ، وكما يصل زوّار مكّة على أيّ مركب ضامر أو غيره ، ومن أيّ إقليم فج وقريب ، ينقل أصحاب البضائع التجارية ، أعمّ من الزراعة ، والحيوانات ، والصناعة ، محاصيلهم ومنتوجاتهم إلى مكة أيضاً .
وعليه فكما يراد من الأكل في مثل: «وَ لاٰ تَأْكُلُوا أَمْوٰالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبٰاطِلِ » 1و «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوٰالَ الْيَتٰامىٰ ظُلْماً إِنَّمٰا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نٰاراً» 2مطلق التصرّف في المأكول وغيره ، لا خصوص الأكل بمعناه المصطلح ، كذا يكون المراد من «أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ » 3، حيث لا يقصد تأمين الحاجات الغذائية التي ترفع حدّ الجوع فحسب ، بل يتعداه إلى تأمين مطلق الحاجات الاقتصادية أيضاً ، ذلك أنّه إذا تمتعت أمة بغذائها اللازم لها ، لكنّها ظلّت محرومةً من نواحي أخرى كالمسكن والدواء والعلاج واللباس والأثاث ، وسائر حاجات الحياة الأخرى ، فستبقى دائماً خائفة مغمومة ، ومثل هذا الوضع لا ينسجم مع الرسالة التي تريدها الآية الكريمة المذكورة .