172منهم فراعنة مصر أيضاً ، ويذكر الطبري أن الذين سكنوا يثرب منهم هم من قبيلة جاسم .
ويذكر ابن خلدون قبائل أخرى هي: بنو لَفٍّ ، وبنو سعد بن هزال ، وبنو مطر ، وبنو الأزرق . ولا نعرف متى استوطن العماليق في يثرب على وجه التحديد ، وربما نزلوها بعد خروجهم من أرض الرافدين . وقد اختلف المؤرخون هل هم الذين أسّسوا يثرب أم قبيلة عبيل؟ وهل انتزعوها منهم؟ وهناك من يعتقد أن العماليق هم من عبيل نفسها؛ والذي يتفقون عليه هو أن وجود العماليق قديم في يثرب سواء في فترة التأسيس أو بعدها مباشرة ، ومن المؤكّد أن العماليق وجدوا في يثرب قديماً ، وأنهم عرب .
ويرى الطبري أن جدّهم عمليق هو أول من تكلّم العربية ، كما أن أسفار التوراة ذكرتهم عدة مرات وسمتهم باسم العماليق حيناً وباسم الجبارين حيناً آخر ؛ وذكرت أسماء بعض زعمائهم ومدنهم العربية ، فقد عاصروا خروج بني إسرائيل من مصر ، واصطدموا معهم في معارك عدة بمنطقة سيناء .
6 - وقد أنشأ العماليق في يثرب مجتمعاً زراعياً ناجحاً يحقق الاكتفاء الذاتي ، وانهمكوا في زراعة أراضيهم الخصبة وتربية ماشيتهم ، وعاشوا حياتهم مستمتعين بوفرة محاصيلهم أول الأمر ، وعندما نمت التجارة أسهموا فيها ، ووصلت قوافلهم إلى غزة ، ولكن تجارتهم بقيت محدودةً لا تعادل تجارة أهل مكة ، وآثروا عليها الزراعة بسبب خصب أراضيهم وكثرة مياههم ؛ وقد درّت عليهم أعمالهم الناجحة أموالاً طائلة ، وخافوا من عدوان القبائل الأخرى التي تجدب أرضهم وتشحّ مواردهم فبنوا الآطام ، وهي حصون صغيرة تتسع لعائلة أو بضع عائلات ، وتحميهم من غارات الأعداء .
وقد عمّر العماليق في يثرب طويلاً ، وقد وفدت عليهم قبائل أخرى سكنت معهم ، فالوفرة التي وصل إليها العماليق جعلتهم يقبلون الوافدين إليهم ليستفيدوا