173من العمالة الطارئة ، فيخفف عنهم القادمون أعباء العمل في الأرض ، ويجد أصحاب الأرض فرصةً للتمتع بثرواتهم ، وما لبث الوافدون أن استثمروا بعض الأراضي التي لم يستثمرها العماليق في المنطقة ، وتحولوا إلى ملاّك وأثروا وجاروا العماليق في حياتهم .
وخلال رحلة السنين الطويلة ، حصل تزاوج وتمازج بين العماليق والقبائل الوافدة ، وظهرت أجيال جديدة تحمل دماءً مختلطة ، وما لبث العماليق المتميزون بضخامة الأجسام أن قلّ عددهم تدريجياً ، ولكنهم لم ينقرضوا تماماً ، بل بقيت منهم بقية إلى ما بعد وصول اليهود إلى يثرب ، ويذكر المؤرخ العربي ابن زبالة أن بنيأنيف ، وهم حيٌّ أقاموا مع اليهود قبل وصول الأوس و الخزرج ، كانوا من العماليق ؛ وعندما وصل الإسلام إلى(يثرب)لم يكن قد بقي من هؤلاء إلا أفراد قلائل تميزوا بطول القامة .
7 - الدولة الكلدانية نشأت في العراق وكانت عاصمتها بابل ، وقد ازدهرت ومدّت نفوذها إلى مناطق واسعة في القرن السابع قبل الميلاد ، ووصلت في فترة من الوقت إلى الحجاز ؛ وقد عثر في خرائب مسجد حرّان الكبير على نقش يتحدث عن أعمال الملك الكلداني(نبونيد)، وفيها أنه خرج إلى شمالي الجزيرة العربية واستولى على تيماء واستقر بها ، ثم استولى على المدن المجاورة وضمّها إليه ، وهي:
ددانو(مدينة قديمة معروفة ذكرتها الأسفار العبرانية)، وبداكوا(فدك)، وخبرا (خيبر)، واتريبوا(يثرب)، وظلت خاضعة لحكم هذا الملك عشر سنوات ؛ ونبونيد هو آخر ملوك الدولة البابلية الكلدانية ، حكم لمدة 16سنة(من سنة 556 - 539ق .م)، قضى عشر سنوات منها في شمالي الجزيرة العربية تاركاً عاصمته بابل تحت حكم ابنه(بلشازار)، ثم عاد إلى بابل ليدهمهم الملك الفارسي قورش(كُورُش)سنة 539 ق .م ، وينهي دولتهم ويجعلها ولاية تابعة لإمبراطوريته ؛ وقد صالح أهل يثرب الملك نبونيد ودخلوا في طاعته سلماً بعد أن