171والخزرج المهاجرتين من اليمن ، كانوا المتنفذين في يثرب ، فطلبوا منهم أن يسمحوا لهم بالنزول في المناطق المجاورة لمزارعهم ، وكان اليهود في حاجةٍ إلى الأيدي العاملة لاستثمار مزارعهم وثرواتهم المتزايدة ، فسمحوا لهم بالنزول في المناطق غير المأهولة من يثرب ، واستخدموهم في مزارعهم ، وبدأت بمجيء الأوس والخزرج مرحلة جديدة من تاريخ يثرب 1، نتعرف عليها في الفقرة الأخيرة ، رقم : 11.
5 - هناك قبائل قديمة انقرضت ، أطلق عليها اسم : العماليق ؛ وقد ذكرت المراجع التاريخية أخباراً عنهم تمتزج بالأساطير ، فإسمهم يوحي إلى الأذهان بضخامة أجسامهم ، وقد دفع هذا الإيحاء بعض الرواة إلى المبالغة والتهويل ، فنقل لنا السمهودي روايةً تزعم أن ضبعاً وأولادها وجدت رابضة في تجويف عين رجل ميّت من العماليق ، وأنه كانت تمضي أربعمائة سنة لا يموت منهم أحد ، ولا شك أن هذه الرواية وأمثالها من صنع قصّاصين يحرصون على استثارة جمهورهم بالخوارق والعجائب .
وبعيداً عن تلك المبالغات ، فإن كلمة عملاق في اللغة تعني الطويل ، ويبدو أن تلك القبائل كانت تتميّز بشيء من الطول والجسامة ، ويرى بعض المؤرخين الحديثيين أن سكان الجزيرة العربية كانوا حتى عام 1600قبل الهجرة ضخاماً ، وبقي لهم أحفاد إلى ما بعد ذلك وعرفوا بهذا الاسم ، وإن لم يكونوا يحملون ذلك القدر من الطول ولايعمّرون ما يعمر أسلافهم .
والعماليق في كتب التاريخ العربية من أحفاد عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح ، كانوا يسكنون مع الأحفاد الآخرين لنوح في منطقة الرافدين ، ثم خرجوا مع مجموعات أخرى ، وتكاثر أحفاد نوح حتى زاحم بعضهم بعضاً .
وصل العماليق إلى الجزيرة العربية وانتشروا في أنحائها ، وسكنت قبائلهم الكثيرة في نجد والبحرين وعمان واليمن وتهامة ، وبلغوا أطراف بلاد الشام ، وكان