170ففرّ الناجون إلى الحجاز ، ووصلوا(يثرب)، وأقاموا فيها مع من سبقهم .
الثالثة: وقعت عام 132م عندما أرسل الإمبراطور الروماني هارديان ، جيشاً إلى فلسطين ، فأخرج اليهود منها ، ومنعهم من دخولها نهائياً ، ففرّ من نجا منهم إلى جزيرة العرب .
و(يثرب)في وقت مجيء اليهود الهاربين إليها كانت عامرةً بمجتمع يضمّ قبائل عربية ، بعضها بقية من العماليق ، وبعضها الآخر قبائل توافدت إليها من أطراف (يثرب)القريبة والبعيدة .
وأول من وصل(يثرب)من اليهود ثلاث قبائل هم:
بنو قريظة ، ونزلوا عند وادي(مهزور).
وبنو النضير ، ونزلوا عند وادي(بطحان).
وبنو قينقاع ، و نزلوا في الوسط ، ثم انتشروا في أخصب بقاع المنطقة .
ثم تبعت هذه القبائل الثلاث قبائل يهودية أخرى .
وقد سالم اليهود العرب المقيمين في يثرب أول الأمر ، وأحسنوا التعامل معهم ، وانهمكوا في زراعة النخيل ، واتسعت زراعتهم وتجارتهم و الصناعات التي كانوا يتقنونها ، هذا من ناحية ؛ ومن ناحية ثانية راحوا يدفعون لرؤساء القبائل المجاورة لهم إتاوةً حتى يأمنوا ضررهم و مهاجمتهم ، ومن ناحية ثالثة ، راحوا يقيمون تجمعات مغلقة لهم ، ويبنون حصونهم وآطامهم التي كثرت ، وكل هذا جعلهم يستقرّون ويجمعون ثروات كبيرة ، أما أحبارهم فقد كانوا يختصّون بالأمور الدينية ويحكمون فيما يقع بينهم من خصومات .
وانتشرت أنشطتهم تلك في الأطراف الشرقية والجنوبية من يثرب ، ولم يتحمّسوا لنشر عقيدتهم بين القبائل العربية الوثنية ، واكتفوا ببعض الأفراد والأفخاذ التي مالت إليهم ثم تهوّدت تدريجياً ؛ و مالبثوا أن سيطروا على الحركة الاقتصادية ، وأشاعوا القروض الربوية الفاحشة ، وعندما وصلت قبيلتا الأوس