169وقد عاصرت مملكة سبأ التي كانت بلقيس ملكةً عليها نبيّ اللّٰه سليمان بن داود عليه السلام ودولته ، وآمنت بما يدعو إليه - بعد أن التقت به - حيث قالت ملكة سبأ كما صرّحت به الآية الكريمة:«. . رب إني ظلمت نفسي وأسلمتُ مع سليمان للّٰه رب العالمين» 1.
وقد عمّرت مملكة سبأ كما أخبرنا القرآن الكريم: «لَقَدْ كٰانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتٰانِ عَنْ يَمِينٍ وَ شِمٰالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَ اشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَ رَبٌّ غَفُورٌ» 2.
ثم وقع سيل العرم ، حيث ضعفت وانهارت : «فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل» 3.
وقد خرجت من مملكة سبأ قبل السيل بقليل قبيلتا : الأوس والخزرج ، وهما قبيلتان معروفتان استوطنتا في يثرب .
كان لليهود وجود واضح في يثرب في العصر الجاهلي ، كما تجمع على ذلك المصادر التاريخية ، وتذكر روايات مختلفة لوجودهم المذكور ، وتجمع أيضاً على أنهم جاؤوا إليها من خارج الجزيرة العربية في عدة هجرات متوالية:
الأولى: وقعت في سنة 589 ق م ، عندما اقتحم بختنصر البابلي أورشليم ، ودمّر الهيكل وسبى معظم أهلها ، فهرب جماعة منهم وساروا إلى بلاد الحجاز ونزلوا(يثرب).
الثانية: وقعت ما بين عامي 66 - 70م ، عند ما هاجم القائد الروماني تيتوس فلسطين ، ودمّر أورشليم ثانية ، وشتتهم وأغرق عدداً كبيراً منهم في بحيرة لوط ،