168وهكذا اتفقت المصادر المختلفة على أن تأسيس يثرب كان على يد رجلٍ يتزعم مجموعةً بشرية ، هاجرت من موطنها الأصلي بابل في الرواية الأولى ، وتهامة في الرواية الثانية ، وقسم من الحجاز في الرواية الثالثة ، تبحث عن موطن جديد يوفر لها حياةً كريمة ، وأن هذه المجموعة وجدت في هذا الموقع أرضاً خصبة ، وشجراً كثيفاً ، وماءً وفيراً ، ووجدت أن هذا الموقع أيضاً يوفر لها قدراً من الحماية الطبيعية ، فاستقرّت فيه ، وحولته إلى مدينة ، وسمته باسم زعيمها :(يثرب).
4 - ثم ظهرت مملكة سبأ في اليمن في عهد الدولة المعينية ، وما إن قويت شوكة السبئيين حتى تمّ استيلاؤهم على معين وعلى نفوذها ، وغدا سلطانهم ممتداً إلى مدينة يثرب ، إلاّ أنه كان شبيهاً بنفوذ من كانوا قبلهم ، وأقصد المعينيين ، فلا يتعدى تعيين حاكم على يثرب ويكون هذا الحاكم من أهل يثرب نفسها ؛ هذه هي المهمة الأولى ، وأما الثانية فكانت تتمحور حول القوافل التجارية التي تمر عبر أراضيها . .
لهذا فإننا لا نعثر على تغييرات في أهلها الذين بقوا مشغولين بالزراعة ورعي مواشيهم ، فيما اشتغل بعضٌ منهم بتأمين ما تحتاج إليه القوافل التجارية والاستفادة من المتاجرة معها .