167
عين جودي على عبيل وهل
وإن كان هناك من يشكّك بهذه الأبيات وصحتها ، ويعدّها من نحل القصاصين وأساطيرهم ، إلاّ أنها - ولا شك - رسمت صورةً - كما يذكرون - لاتباع عبيل تنسجم هذه الصورة مع ما جاء به ، وكتبه المؤرخون عن أهل بابل وأنشطتهم الرعوية والزراعية ؛ و إن أرض يثرب الخصبة ، ووفرة المياه فيها ، أمدّت العبيليين بما يساعدهم على زراعة النخيل ، وتربية الحيوانات فيها .
إذن ، يمكننا وصف الحالة يومذاك في يثرب - كما ذكرتها المراجع التاريخية - بأن هناك أسراً تسكن قريةً صغيرة كثيرة الأشجار والمياه ، تربي حيواناتها المدجنة : الإبل ، والخيل ، والغنم ، وتزرع النخيل وبعض الخضراوات ، و الفواكه الأخرى ، وتستمتع بمحصولٍ وافر ونتاج جيد . . وفي شبه عزلة عن العالم الخارجي البعيد والمجهول ، تحميها الجبال والتلال البركانية التي تحيط بالمنطقة ولا تترك منفذاً إليها سوى بعض الدروب التي يمكن مراقبتها وتحصينها .
2 - إن أحد أحفاد نوح عليه السلام(واسمه نمرود بن كوش بن كنعان بن نوح)، دعا قومه إلى عبادة الأوثان ، فاستجابوا له فعاقبهم اللّٰه ، وخرجوا من بابل وتفرقوا في جهات مختلفة ، ووصل فرع عبيل إلى هذه المنطقة .
3 - إن العماليق من أحفاد نوح عليه السلام خرجوا من بابل ، واستوطنوا منطقة تهامة إلى مكة ، وبقوا فيها إلى زمن ملكهم السميدع ، ثم جاءت قبيلة جرْهم فأخرجتهم من المنطقة وسكنت في منطقة مكة ، وجاءت مجموعة منهم تسمى(عبيل)بقيادة يثرب ، واستوطنت المنطقة وبنت المدينة التي سمّيت باسمه 1.