166المنطقة التي نزلوها تكفيهم ، فخرجت مجاميع منهم تبحث عن مكان آخر لها ، فوصل فرع(عبيل)بقيادة(يثرب)إلى هذا الموضع ، ووجدوا فيه ماءاً وشجراً وجبالاً بركانية تحيط به ، وتشكّل حمايةً طبيعية له و لمن يسكنه ، فأعجبهم واستوطنوا فيه .
ويقول النسّابون عن(عبيل)هذا: إنه هو الحفيد الرابع أو الحفيد السادس لنبي اللّٰه نوح عليه السلام 1.
وأما عبيل هذا ، فهو في سفر التكوين:(عموبال)وهو أحد أولاد مقعان 2.
وقد أشار الدكتور جواد علي صاحب كتاب المفصّل - وهو يلتمس ما يثبت وجود قبيلة عبيل في الكتابات القديمة - أشار إلى وجود اسم عموبال في بعض أسفار التوراة التي تذكر أنه ابن من أبناء(يقطان)، كما أشار إلى أن المؤرخ بليتوس يذكر اسم موضع يقال له:(أباليتس)أي العبيليين .
وقد عاش عبيل وأقرباؤه من أبناء نبي اللّٰه نوح عليه السلام في منطقة بابل ، التي عرفت بتطوّرها زراعياً ورعوياً إلى درجة جيدة ، انعكست آثارها فيما بعد على يثرب ، التي حلّوا فيها بعد وفاة نوح عليه السلام حينما أصبحوا ملوكاً على يثرب ؛ وحدث هذا حينما سار فرع(عبيل)بقيادة يثرب - كما قلنا - من بابل مدة عشرين يوماً حتى وصلوا إلى موضع المدينة هذا ، فنزلوه وسموه(يثرب)باسم قائدهم يثرب بن قاينة .
وقد أورد السمهودي في كتابه وفاء الوفا أبياتاً في رثاء هؤلاء العبيليين نسبةً إلى عبيل؛ يستشف من هذه الأبيات مدى تقدّمهم الزراعي والرعوي آنئذ ، والذي ترك بصماته وآثاره على الوضع في يثرب .
تقول الأبيات: