165نوح عليه السلام ، وأن هذا الرجل أسّس هذه البلدة فسمّيت باسمه ، وهو أمر معروف في الحضارات القديمة أن تسمّى المدن باسم مؤسسها ، مثل الإسكندرية نسبة للإسكندر .
ولكن تلك المراجع اختلفت في عدد الأجيال التي تفصل الحفيد(يثرب)عن جده نوح عليه السلام ، حيث جاء في بعض أسماء سلسلة الآباء والأبناء فيالمراجع أنّ (يثرب)وقع في الجيل الثامن بعد نوح ، فهو:(يثرب بن قاينة بن مهلائيل بن إرم بن عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن نوح).
فيما جاء في بعضها الآخر أنه كان في الجيل الخامس:(يثرب بن عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن نوح).
و مع اتفاق المؤرخين على أن القبيلتين :(عبيل والعماليق)قد سكنتا يثرب على التوالي ، إلاّ أنهم يختلفون فيمن هي الأسبق ، انطلاقاً مما تركه الخلاف في وقوع يثرب حفيد نوح عليه السلام في الجيل الثامن أو الخامس .
ولكن هناك من يرجّح أن قبيلة عبيل هي الأسبق ، ثم جاء العماليق أو بعضهم فأخرجوهم منها وسكنوها ؛ كما يقول الطبري: . . . ولحقت عبيل بموضع يثرب ، ولحقت العماليق بصنعاء قبل أن تسمّى صنعاء ، ثم انحدر بعضهم إلى يثرب فأخرجوا منها عبيل ، فنزلوا موضع الجحفة فأقبل السيل ، فاجتحفهم فذهب بهم فسميت الجحفة 1.
ومن خلال قراءة المصادر التاريخية وماكتب عن هذه المدينة ، نستطيع أن نلخّص ما ذكرته تلك الأقلام بالنقاط التالية ، والتي يمكننا تسميتها بالمراحل التي مرّت بها قبل أن تصل إلى ما وصلت إليه ، حتى غدت مدينةً مقدسة ذات منزلة عظيمة وخالدة :
1 - لقد ذكرت المراجع التاريخية أن أبناء نوح بعد الطوفان تكاثروا ولم تعد