156
مدائن صالح
فوصلناها قبيل طلوع الشمس ، وأقمنا فيها بقية ذلك اليوم والليلة التي بعده إلى الظهر ، وفيها بئر عذب ماؤها وسط القلعة ، وهي مدائن ثمود قوم صالح عليه السلام ، وبيوتهم المنحوتة في الجبال بدرجها الظاهر للعيان باقية إلى اليوم على أبدع شكل وأتقنه ؛ يراها المارّ على الطريق قبل الوصول إلى القلعة ، وبعد الوصول إلى المنزل حاولنا الذهاب لرؤيتها فمنعنا عدم الأمن ؛ وسمعنا ونحن بالمدائن أعرابياً راكباً على ناقة ، ينادي: يا شاري العرض بالعرض ، فقلت لأصحابي : ما يقول هذا؟ قالوا : لا نعلم . قلت : يريد المبادلة على ناقته بناقة أو جمل ، لا بيعها بدراهم . وقريب منها بلدة تسمى العلا ، وذات مياه وبساتين فجاء أهلها إلى مدائن صالح ومعهم الشعير والسمن والتمر الجيد والليمون الحلو والحامض ، وهو كبير الحجم للغاية ، كثير الماء شديد الحلاوة والحموضة .