155الشام في السكة الحديدية وزرناهما بصحبة عرب العوالي .
وبقينا في المدينة المنورة ستة أيام وخرجنا منها بعد الظهر .
طريق الرجوع إلى الشام ومحطاته
كان طريق السير من المدينة إلى الشام يمرّ بمناطق مختلفة ، والمسير يتم في طريق معلوم ، وهناك أماكن خاصة للنزول معدّة لذلك لأجل الراحة والتزوّد بالماء والطعام ؛ وكما وصف السيد رحمه اللّٰه بعض هذه المحطات في طريقه من جدة إلى مكة ، ومن مكة إلى المدينة كما مر ، فإنّه يستمرّ بالوصف على هذا المنوال عند الخروج من المدينة قاصداً الشام؛ قال رحمه اللّٰه يذكر المناطق التي مرّ بها بعد الخروج من المدينة المنورة :
الجرف ، وهو معسكر المدينة قديماً ، وهو على نحو فرسخ منها ، ورحلنا من الجرف الساعة السادسة ليلاً إلى بئر جبر فوصلناها أول النهار ، وقبل الغروب رحلنا منها إلى اصطبل عنتر ، فوصلناه قبل المغرب من اليوم الثاني ، فبتنا فيه ، وبعد العصر رحلنا منه إلى هدية فوصلناها صباحاً ، وماؤها مالح لكنه قريب من وجه الأرض ، وفي أيمحل حُفر يخرج الماء ، فأقمنا بها إلى ما بعد العصر ، ورحلنا إلى براقة ، فوصلناها بعد طلوع الشمس ولا ماء فيها ، وبقينا فيها إلى الساعة التاسعة من النهار ، ثم رحلنا منها إلى قلعة الحديد ، فوصلناها الساعة الثالثة ليلاً ، فبقينا فيها بقيّة تلك الليلة ، ونهارها إلى الساعة التاسعة ، ورحلنا منها إلى قلعة الزمرد ، وهي على ثمان ساعات من قلعة الحديد ، وفيها بعض العسكر ، فلم نبت بها ؛ وواصلنا السير قاصدين سهل مَطَران بالتحريك ، فوصلناه عند طلوع الشمس وبقينا فيه إلى ما بعد العصر من ذلك اليوم ، ثم سرنا قاصدين آبار الغنم ، فوصلناها الساعة الخامسة ونصفاً من الليل ، ورحلنا منها الساعة العاشرة ليلاً إلى مدائن صالح .