133الإناث سميّت باليوسفية . وقد أطلق السيد رحمه اللّٰه اسم اليوسفية عليها تقديراً منه للحاج يوسف بيضون رحمه اللّٰه ، الذي تبرّع بثمن الدار الذي أقيمت فيه المدرسة ، وكان ثلاثة آلاف وثمانمائة ليرة عثمانية ذهبية ، وعيّن ألف ليرة أخرى يصرف ريعها لنفقات المدرسة . .
ثم إن سيدنا المترجم رحمه اللّٰه ، كان يتنقّل بين بلدته شقراء ودمشق ، و اضطر في الحرب العالمية الأولى أن يسكن عياله شقراء ، وظلّ هو يتردد على دمشق ؛ فكان يقوم بأداء رسالته الدينية في كل من سوريا ولبنان ؛ فكان لوجوده المبارك الأثر الكبير في حلّ كثيرٍ من عويصات المشاكل في حينه ؛ وامتد تأثيره المباشر إلى بعض الأحداث السياسية التي وقعت في تلك الفترة في سوريا ، وقد نظر الوطنيون السوريون بعد الثورة إليه نظر التبجيل والاحترام ، لذا تمّ تغيير اسم المنطقة التي كان يسكنها إلى "حي الأمين" ، وقد كان اسمها قبل ذلك " الخراب " ؛ كما أن الشارع الذي كان يقطن فيه حمل اسمه أيضاً .
رفض رحمه اللّٰه تقسيم الحكومة السورية المسلمين إلى سنة وشيعة ، وكتب إلى الحكومة أن الشيعة تعتبر المسلمين طائفةً واحدة ، ولا تريد الافتراق عن إخوانها السنّة ، فكان لذلك الوقع الحسن عند الوطنيين ، فقرّرت الحكومة أن المسلمين طائفة واحدة لا فرق بين سنيّهم وشيعيّهم ؛ ولمّا أصدر الفرنسيون قانون الطوائف كان من المحتجّين عليه .
وفي وقت لاحق عزم الفرنسيون على إحداث منصب رئيس علماء للشيعة في سوريا ولبنان ، وأصدروا مرسوماً بتعيينه لكنه رفض المرسوم .
اهتم السيد رحمه اللّٰه بجمع تراث عاملة الذي سلم من أيدي العابثين ، وعلى رأسهم الجزار ، واشتغل في غالب وقته بالكتابة والتأليف إلى أواخر حياته وقد ناهز التسعين من العمر ؛ ولم يكن ليترك الكتابة حتى في السفر ، فكان يصطحب بعض كتبه معه ، لا بل كان ينشئ أسفاراً لأجل بعض المعلومات التي يحتاج إليها