132وطُلب للعسكرية مرّةً أخرى ، وقدّر اللّٰه تعالى له أن يُعفى ، بعد أن أشار عليهم البعض بتأسيس مدرسة وتسجيلها رسمياً ، ومن خلالها يتم تسجيل الطلاب ويتقدّموا بامتحان للحصول على الإعفاء ، وفعلوا ذلك ورخّصت المدرسة ، وقدّم السيد الامتحان في بيروت مع جماعة من الطلبة أمام لجنة خاصة ، ونجح ، فأعفي كطالب علم ؛ وبقي حلم السفر إلى العراق يراوده رغم صعوبة الأحوال ، لكنه عزم أخيراً على ذلك متوكلاً على اللّٰه ، فسافر إلى العراق سنة 1308 .
كان خلال إقامته في النجف يدرس ويدرّس ، وكان أساتذته في العراق كما ذكر رحمه اللّٰه : السيد علي الأمين ، والسيد أحمد الكربلائي ، والشيخ محمد باقر النجمابادي ، والشيخ ملا فتح اللّٰه الإصفهاني ، والشيخ ملا كاظم الخراساني صاحب الكفاية ، والشيخ آقا رضا الهمداني صاحب مصباح الفقيه ، والشيخ محمد طه نجف .
بقي رحمه اللّٰه في العراق إلى سنة 1319 ؛ حيث كتب له الشيعة في دمشق يطلبون حضوره إليهم والسكن عندهم ، فكانت مدّة إقامته في العراق عشر سنوات ونصف كما ذكر هو في غير موضعٍ من ترجمته في كتابه معادن الجواهر 1؛ وقد ورد السيد رحمه اللّٰه دمشق في أواخر شعبان 1319 ، وقام بمجموعة إصلاحات كان لا بد من القيام بمثلها لرجل مثله ؛ بدأ بالتعليم ، حيث لاحظ تفشّي الأميّة ، فأسس مدرسةً للبنين وأخرى للبنات ، وتطوّرت هاتان المدرستان حتى صارتا من أكبر المدارس وأكثرها امتيازاً ، وهما مستمرتان حتى يومنا هذا ، وقد جعل لهما بعض الأوقاف .
أما مدرسة الذكور فكان اسمها العلويّة ، واسمها اليوم المحسنيّة ، ومدرسة