131من جبل عامل ، وهو المرجع المقدّس السيد محسن الأمين العاملي ؛ لكن ، وقبل الخوض في وصف تلك الرحلة ، إليك أيها القارئ العزيز هذه النبذة من سيرته ، مع ملاحظة أن جميع التواريخ الواردة هنا هي بحسب التاريخ الهجري القمري:
المجتهد الكبير المرجع السيد محسن الأمين ، بن السيد عبد الكريم ، بن السيد علي ، ينتهي نسبه الشريف إلى زيد الشهيد بن الإمام زين العابدين عليه السلام ، ولد سيدنا الأجل كما ذكر هو 1في قرية شقراء من بلاد جبل عامل سنة 1284 ؛ وقد أكّد ذلك من خلال قرائن ، حيث لم يكن تدوين المواليد سائداً في زمانه لاسيّما في القرى .
وعندما كان في السابعة ، التحق بكتّاب لتعليم القرآن ليوم واحد ، فلم يرق له البقاء فيه لما رأى من معاناة الطلبة ، فقامت والدته بتعليمه القرآن حتى ختمه ، وتعلّم الخط عند بعض شيوخ العائلة ، وبعد ذلك رغب بالدراسة الدينية فتابع دراسة ما ينبغي درسه لطالب العلم من العلوم ، كالنحو والصرف أولاً في قريته ؛ ثم في قرية عيتا الزط ، وبقي في عيتا إلى أن سافر شيخهم إلى العراق ، وكانوا يقرؤون عليه المغني ؛ فقصد رحمه اللّٰه بلدةً أخرى فلم يستفد من شيخها ، فقصد الشيخ موسى شرارة في بنت جبيل ، التي اضطر لتركها بعد وفاة الشيخ موسى رحمه اللّٰه عام 1304 ؛ والتحق بدرس أستاذ كان قدم من العراق حديثاً فلم يرق له درسه ، فتركه ، وقال عن نفسه رحمه اللّٰه : ولم تكن نفسي تميل إلى عشرة العوام ، وكنت أقضي أوقاتي في التدريس والمطالعة والعزلة عن الناس ، ونفسي تتوق للهجرة إلى العراق ، فلا أستطيع ذلك .
وفي هذه الأثناء ، طلبوه للخدمة العسكرية ، فاضطر لمغادرة بلده إلى قرية الغور ، وهي قريبة من حمص ، بقي فيها فترة ثم عاد إلى وطنه ، حيث توفيت والدته وأصيب والده بنزول الماء على عينيه فكفّ بصره ، وكان للسيد رحمه اللّٰه شقيقتان لا كافل لهما غيره فاضطر للعمل ، وبقي ينتظر الفرصة المؤاتية للسفر إلى العراق .