129
الرحلة الحجيّة
للعلامة السيد محسن الأمين العاملي قدّس سره
عبد الخالق الصائغ
في كل عام ، ومنذ أن أطلق نبينا إبراهيم عليه السلام نداءه بالحج ، والمؤمنون يتوافدون على البيت العتيق لأداء هذا الفرض ، ولم يُعِق الناس عن المجيء إليه تقلّبات الزمان وتقادم السنون ، فالبيت الطاهر لم يخلُ من الحجاج منذ ذلك الحين ، وحتى في زمن الجاهليّة بقيت هذه الشعيرة بعنوانها العام دون مساس ؛ إلا اللهم ما شابها من إضافات أهل الشرك في بعض نداءات التلبية أو ما كان من بعض رسوم الطواف ، أو ترك الحمس للوقوف بعرفات ، لأنهم أهل الحرم كما ادعوا ، وكانوا يرون لسائر العرب أن يقفوا عليها ، وأن يفيضوا منها ، وهم يعرفون ويقرّون أنها من المشاعر ، والحج دين إبراهيم عليه السلام 1.
قال ابن الكلبي في كتابه الأصنام : وفيهم [العرب على ذلك] الشرك وعبادة الأصنام بقايا من عهد إبراهيم وإسماعيل يتنسّكون بها من تعظيم البيت والطواف به ، والحج ، والعمرة ، والوقوف على عرفة ومزدلفة ، وإهداء البُدن ، والإهلال بالحج والعمرة ، مع إدخالهم فيه ما ليس منه . فكانت نزار تقول إذا ما أهلّت : لبيك