126أسماء بنت عميس ، على النحو الذي شاهدته في الحبشة ، أيام هجرتها 1.
وقد روي عن أبي عبد اللّٰه الصادق عليه السلام قال:
أول نعش أحدث في الإسلام نعش فاطمة ، إنها اشتكت شكوتها التي قبضت فيها ، و قالت لأسماء:
إني نحلت ، و ذهب لحمي ، ألا تجعلين لي شيئاً يسترني؟ قالت أسماء:
إني إذ كنت بأرض الحبشة ، رأيتهم يصنعون شيئاً أفلا أصنع لك؟ فإن أعجبك أصنع لك .
قالت : نعم .
فدعت بسرير ، فأكبته لوجهه ، ثم دعت بجرائد فشددته على قوائمه ، ثم جلّلته ثوباً ، فقالت: هكذا رأيتهم يصنعون .
فقالت فاطمة: إصنعي لي مثله ، أستريني سترك اللّٰه من النار
كما ظلّت وفية لبيوت أخرى شاءت السماء أن تحلّ فيها زوجة ، بعد أن راح يتمنى الاقتران بها رجال رأوا فيها صدق الإيمان ، وعمق الوعي ، ونفاذ البصيرة والعقل والحكمة ، فكان الخليفة الأول أوّل المتقدمين إليها ، بعد استشهاد جعفر بن أبي طالب ، ورزقها اللّٰه منه محمداً ، نعم العبد الصالح ، المطيع للّٰهورسوله وأهل بيته ، والمتفانين في سبيلهم . . .
تعهّدت مسؤولية تربية أبنائها من جعفر ، ضمّت إليهم ابنها محمد من أبيبكر ، وهي تدعو اللّٰه أن يصلح بالهم ، وأن يجعلهم على الصراط المستقيم . . .
مع الإمامة:
وقدّر لهذه المرأة الصالحة ، أن تحل في بيتٍ ارتضاه اللّٰه تعالى أن يكون من بيوته ،بيت إيمان و طهر ، بيت إمامة وصدق ، فتشرفت بأن تقترن بمن عرف بقرابته