125ثيابها . . . و طلبت من أسماء أن تضع لها فراشاً وسط البيت ، فاضطجعت في فراشها ، و هي مستقبلة القبلة ، ثم دعت أسماء و أم أيمن ، وطلبت إحضار عليبنأبيطالب عليه السلام ، فحضر عليّ عليه السلام وراحت عليها السلام توصيه بوصاياها . . .
«يا ابن العم!إنه قد نعيت إلى نفسي ، و إنني لا أرى ما بي إلاّ أنني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة ، و أنا أوصيك بأشياء في قلبي».
قال لها علي: " أوصيني بما أحببت يا بنت رسول اللّٰه " .
فجلس عند رأسها ، و أخرج من كان في البيت ، ثم قالت: " يا ابن العم! ماعهدتني كاذبة ، و لا خائنة ، و لا خالفتك منذ عاشرتني" .
فقال: " معاذ اللّٰه ، أنت أعلم ، و أبرّ ، و أتقى ، و أكرم ، و أشدّ خوفاً من اللّٰه ، من أن أوبخك بمخالفتي ، و قد عزّ عليَّ مفارقتك و فقدك ، إلاّ أنه أمر لابدّ منه ، و اللّٰه لقد جددت عليَّ مصيبة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وقد عظمت وفاتك و فقدك ، فإنّا للّٰهو إنّا إليه راجعون ، من مصيبة ما أفجعها و آلمها و أحزنها ، هذه واللّٰه مصيبة لا عزاء عنها ، و رزية لا خلف لها " . . .
ومن ضمن ما قالته عليها السلام في وصيتها للإمام عليه السلام مما له علاقة بمقالتها هذه:
. . .أوصيك يا ابن عم أن تتخذ لي نعشاً . . . 1
و فعلاً ، فقد قام الإمام عليّ عليه السلام بتغسيلها ، ولم يشاركه أحد من النساء إلاّ أسماء بنت عميس ، و كان الحسنان يحملان الماء ، و يدخلانه إلى المغتسل ، ولم يشارك في الغسل ، و لميحضرها غيره ، و غير الحسنين ، و زينب و أم كلثوم ، و فضة جاريتها ، وأسماء بنت عميس ، ثم صلّى عليها عليّ عليه السلام و كفنها . . .
ثم وضعها على نعش ، صنعته أسماء بنت عميس لفاطمة عليها السلام . . .
وقد ذكر المؤرخون ، أنّ أول من حُمل على نعش ، هي فاطمة عليها السلام ، صنعته لها