124وهنا لا بد لي من القول:
1 - إنّ هذه الأنصارية كانت من أهل يثرب وتسكن فيها .
2 - لم تكن مسلمةً حين وفاة أم المؤمنين خديجة في مكة ، وقد توفيت قبل هجرة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله إلى المدينة .
والرواية تذكر أنّ أسماء حضرت وفاة خديجة ، وراحت هذه الأخيرة تبكي وتشكو لها خوفها على ابنتها السيدة فاطمة ، فيما تعهدت أسماء إن بقيت إلى ذلك الوقت ، أن تقوم مقامها ، أي مقام السيدة خديجة ، في رعاية ابنتها . . .
فكيف لهذه الأنصارية أسماء بنت يزيد بن السكن - وهي في المدينة ، وهي لمتكن بعدُ مسلمة - تأتي إلى مكة لتحضر وفاة أم المؤمنين خديجة ، وتعطي ذلك العهد؟!
والنتيجة التي يبدو لي أنها قد تكون الأقرب إلى الصحة ، ما احتمله صاحب كشف الغمة ، من أنّ الحاضرة ذلك الزفاف ، هي سلمى أخت أسماء بنت عميس ، وكانت سلمى زوجةً لحمزة بن عبد المطلب رضوان اللّٰه عليه .
وماوقع هو اشتباه من الرواة في أسماءبنتعميس ، وفي وجود جعفر أيضاً 1.
وعلى أيّة حال ، فقد كانت العلاقة وطيدةً بين سيدة نساء العالمين وأسماء ، فهي التي تشرّفت بتمريضها أيضاً حتى نفسها الأخير ، وقد أوصتها بوصاياها في تكفينها وتشييعها ، وهي التي نعتها إلى الإمام عليّ عليه السلام ، وشاركته في تغسيلها ، وتكفينها ، وترحيلها ، إلى مثواها الأخير . . . 2
فلما رأت عليها السلام دنوّ أجلها ، وأنها تسرع الخطى للّحاق بأبيها صلى الله عليه و آله ، طلبت من أسماء بنت عميس أن تحضر لها ماءاً لتغتسل به ، فاغتسلت ، و لبست أحسن