119زائرة ، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر ، فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها ، فقال عمر:
الحبشية هذه ، البحرية هذه؟
قالت أسماء: نعم .
قال: سبقناكم بالهجرة ، فنحن أحقّ برسولاللّٰه صلى الله عليه و آله منكم!
فغضبت وقالت: كلاّ واللّٰه ، كنتم مع رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يطعم جائعكم ، ويعظ جاهلكم ، وكنا في الدار أو في أرض البعداء البغضاء بالحبشة ، وذلك في اللّٰه وفي رسوله صلى الله عليه و آله وأيم اللّٰه ، لا أطعم طعاماً ، ولا أشرب شراباً ، حتى أذكر ما قلت لرسولاللّٰه صلى الله عليه و آله وأسأله ، واللّٰه لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه .
قال :«فما قلت له؟»
قَالَت: قلت له: كذا وكذا .
قَال صلى الله عليه و آله :«ليس بأحق بِي منكم ، وله ولأصحابه هجرة واحدة ، ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان».
قَالَت: فَلَقَد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني أرسالاً يسألوني عن هذا الحديث ، ما من الدنيا شيء هم به أقرح ولا أعظم في أنفسهم ، مما قال لهم النبي صلى الله عليه و آله .
فقد قضى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله لها - رضوان اللّٰه تعالى عليها - ولمن كان معها في الهجرة بالسبْق على عمر وهجرته ، وهكذا جاهدت أسماء لتثبت حقها الشرعي