7ويقول الإمام الصادق عليه السلام أيضاً : «كنت أطوف مع أبي ، وكان إذا انتهى إلى الحجر مسحه بيده ، وقبّله ، وإذا انتهى إلى الركن اليماني التزمه ، فقلت : جعلت فداك ، تمسح الحجر بيدك وتلزم اليماني؟ فقال : قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله :
ما أتيت الركن اليماني إلّا وجدت جبرئيل قد سبقني إليه يلتزمه» 1 .
وبعد أن اتضح أنّ الحجّ وحي ممثل ، وأنّ باني الكعبة قد تعلّم مناسكه بالمشاهدة والعيان ، لزم أن يكون الناس مأمورين بإقامة هذه المناسك التي ورثوها عنه ، علّهم يرون بعضاً قليلاً مما كان رآه عليه السلام ، قال تعالى : «وَ أَذِّنْ فِي النّٰاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ . . .» 2؛ ذلك أن ما يفهم من كلمة (يأتوك) في هذه الآية هو مجيء الناس عند إبراهيم عليه السلام ، وبلوغهم ما كان عليه السلام قد بلغه من قبل ، لا مجرّد السفر إلى مكّة وزيارة الكعبة ، ذلك أنّ هذا التعبير لا ينحصر بدائرة عمل المناسك والقيام بها .
فالوحيدون الذين يأتون إبراهيم عليه السلام هم أولئك الذين كانوا مثله في الوقوف بوجه عابدي الهوى والأصنام 3 ، والتبرّي من الكفر والنفاق وما يعبدون 4 ، مهيئين لتلقي ألوان المخاطر 5 ، بعقيدة حنيفية وسلوك كذلك 6 ، وقلب سليم 7حاضر في محضر اللّٰه تعالى .
ومع الأخذ بعين الاعتبار هذه الخصوصيات ، قال تعالى : «إِنَّ أَوْلَى النّٰاسِ