8
بِإِبْرٰاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هٰذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا» 1 ، من هنا قدّم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله قربانه الذي لم يقدّمه إبراهيم عليه السلام نفسه ، ألا وهو الحسين بن علي عليه السلام .
ومع ملاحظة النقاط المشار إليها يتضح أمامنا سرّ عرض إمام الزمان عليه السلام نفسه في بداية نهضته ضدّ الظلم ولأجل العدل على أ نّه أولى الناس بالأنبياء سيما إبراهيم الخليل ورسول اللّٰه عليهما السلام : «إن القائم إذ خرج ، دخل المسجد الحرام فيستقبل الكعبة ، ويجعل ظهره إلى المقام ، ثم يصلّي ركعتين ، ثم يقوم فيقول : يا أيها الناس ! أنا أولى الناس بآدم . يا أيها الناس ! أنا أولى الناس بإبراهيم . . .» 2 .
ومن ذلك كلّه يتضح البُعد السياسي للحج ، أيالبراءة من المشركين وتجافيهم وإعلان الانزجار منهم ، وقطع أيديهم وتدخلاتهم ، ذلك كلّه بشكل واضح وعلني هو ما يمثل المناسك السياسية للحج .
المعاد المجسّم
لا يُعثر على الحج بمناسكه الخاصة به في أ يعبادةٍ أخرى ، ولا يعلم تأويلها غير اللّٰه سبحانه ، فهو معاد مجسّم ، وحكاية عن يوم البعث والنشور ، وكاشف واضح عن يوم الحشر ، ذلك أن الناس تلبي هناك نداءاً واحداً على مابينها من اختلاف في اللغات والألوان ، فتجيب أمراً واحداً ، وتستجيب لصرخة واحدة ، ولا آمر يُصدر أوامره لهم عدا اللّٰه الواحد القهار .
إن مناسك الحج أنموذج حيّ لأحداث القيامة والحشر الأكبر ، وتمثُّل جلي لحشر الناس يوم القيامة عراة في يوم معاد .
ونشير هنا إلى نماذج من تجلّي المعاد في الحجّ :
1 - اجتماع الحجاج في المواقيت وعند المواقف .
2 - انفراد كل إنسان لوحده في ظلّ هذا الجمع ، تماماً كما هو الحال يوم المعاد ، فهو وإن كان «جمعاً» تلتئم الناس فيه وتلتف حول بعضها «يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ