55قسم يختص بأهل الشريعة والطريقة ، وهو الذي لا يدخل فيه الرياء والسمعة والشك والشبهة وأمثال ذلك ، بل يكون خالصاً مخلصاً للّٰهتعالى لقوله :
«قُلْ إِنَّ صَلاٰتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيٰايَ وَ مَمٰاتِي لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ » 1 ، ولقوله : «أَلاٰ لِلّٰهِ الدِّينُ الْخٰالِصُ » 2 .
وقسم يختص بأهل الحقيقة وأهل الوصول ، وهو الذي لا يشاهد صاحبه في الوجود غير الحق تعالى جلّ ذكره ، وقد عرفت تحقيقه مراراً .
وإليه أشار بقوله : «فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً وَ لاٰ يُشْرِكْ بِعِبٰادَةِ رَبِّهِ أَحَداً» 3 .
وقوله : «وَ مَنْ كَفَرَ» أيبهذا الحج ولم يفعل ولايقر به فهو من المشركين المحجوبين ليس الخطاب إليه ، فإن اللّٰه غني عنه وعن أمثاله من العالمين إنساناً كان أو جناً ، وإنّ اللّٰه لغنيّ عن العالمين وعن طاعتهم وعبادتهم من حيث هو هو ، فإن الطاعة والعبادة فايدتهما عايدتان إلى المكلّف لا غير ، ولا الحق تعالى فإنّه غنيّ عن العالمين وطاعتهم وعبادتهم؛ لأنه لا يجوز أن يستكمل هو بغيره ، والغرض العايد إليه نوع استكمال فلا يجوز ، فحينئذ لا يكون عايداً إليه ، والعلة في ذلك أنّه لا يقع فعل الحكيم الكامل 4 عبثاً ، فإن كل فعل يصدر من فاعل لالغرض يكون عبثاً والعبث على اللّٰه تعالى محال ، لقوله : «وَ مٰا خَلَقْنَا السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا لاٰعِبِينَ » 5 ، ولقوله : «أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّمٰا خَلَقْنٰاكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنٰا لاٰ تُرْجَعُونَ » 6 ، فيجب أن يكون لغرض ، وحوالة الغرض إليه كما ذكرنا محال ، فيجب أن يكون إلى