264حلقة قريش؟!
قال : فنظر إليه سلمان ، فأرسل عينيه وبكى وقال : سألتني عن حسبي ونسبي ، خلقت من نطفة قذرة، فأما اليوم ففكرة وعبرة ، وغداً جيفة منتنة ، فإذا نشرت الدواوين ونصبت الموازين، ودعي الناس لفصل القضاء، فوضعت في الميزان، فإن ارجح الميزان فأنا شريف كريم وإن أنقص الميزان فأنا اللئيم الذليل ، فهذا حسبي وحسب الجميع .
فقال النبي صلى الله عليه و آله : صدق سلمان ، صدق سلمان ، صدق سلمان ، من أراد أن ينظر إلى رجل نوّر قلبه فلينظر إلى سلمان 1.
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال : جلس عدّة من أصحاب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ينتسبون وفيهم سلمان الفارسي ، وأنّ عمر سأله عن نسبه وأصله؟
فقال : أنا سلمان بن عبداللّٰه، كنت ضالاً فهداني اللّٰه بمحمد ، وكنت عائلاً فأغناني اللّٰه بمحمد ، وكنت مملوكاً فأعتقني اللّٰه بمحمد ، هذا حسبي ونسبي ، ثم خرج رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فحدّثه سلمان وشكى إليه مالقي من القوم وما قال لهم ، فقال النبي صلى الله عليه و آله :
يا معشر قريش! إن حسب الرجل دينه ومعرفه خُلُقه وأصله عقله ، قال اللّٰه تعالى :
«إِنّٰا خَلَقْنٰاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثىٰ وَ جَعَلْنٰاكُمْ شُعُوباً وَ قَبٰائِلَ لِتَعٰارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ » الحجرات : 13 .
يا سلمان ليس لأحد من هؤلاء عليك فضل إلا بالتقوى ، وإن كان التقوى لك عليهم فأنت أفضل 2.
وفاته ومدفنه :
توفي سنة أربع وثلاثين للهجرة على المشهور ، في عهد عمر بن الخطاب ، في