265المدائن ، جهّزه وصلى عليه أمير المومنين عليه السلام ، وكان آنذاك في المدينة المنورة، وبعد صلاة الصبح أقبل على الناس فقال عليه السلام : معاشر الناس أعظم اللّٰه أجركم في أخيكم سلمان ، فقالوا في ذلك : فلبس عمامة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وأخذ قضيبه وسيفه، وركب على العضباء، وقال لقنبر : عدّ عشراً ، قال : فقلت ، فإذا نحن على باب سلمان .
قال زاذان : فلما أدرك سلمان الوفاة قلت له : من المغسّل لك؟ قال : من غسل رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ، فقلت : إنك بالمدائن وهو بالمدينة؟ فقال : يا زاذان إذا شددت لحيي تسمع الوجبة ، فلما شددت لحييه سمعت الوجبة وأدركت الباب ، فإذا أنا بأمير المؤمنين عليه السلام .
فقال : يا زاذان قضى أبو عبداللّٰه سلمان؟
قلت : نعم يا سيدي . فدخل وكشف الرداء عن وجهه، فتبسم سلمان إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : مرحباً يا أبا عبد اللّٰه ، وإذا لقيت رسول صلى الله عليه و آله فقل له : ما مرّ على أخيك من قومك ، ثم أخذفي تجهيزه . . .