263هم سلمان و المقداد وعمار وأبوذر رضي اللّٰه عنهم ، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، لهم أجر غير ممنون 1
مالقيه من أذى الآخرين :
قد يتصور القارىء الكريم أن الأذى الذي لقيه سلمان كان من أبناء الديانات الأخرى التي اعتادت على منع أبنائها من اعتناق دين الإسلام ، وإن كان ماعاناه من ترك دين آبائه وأجداده ليس بالقليل، إلا أنه مُني بحرب ضروس استمرت إلى حين وفاته ، لكن هذه المرّة كانت من أبناء ملته ودينه من أصحاب الصف الواحد ومن جمعٍ من الصحابة المحيطين بنبيّ الإسلام صلى الله عليه و آله ، إنه تيار كان يحمل أفكاراً جاهلية يعتبر أن الاسلام ونبيّه حِكر على العرب، بل على أبناء الجزيرة أيضاً ، حمل هذا التيار فكراً منحرفاً زرع سمومه في صفوف المسلمين إلى يومنا هذا ، أرادوا جعله ديناً مختصاً بأمّة معينة ، مع أنه جاء لجميع الاُمم ، كرّسوا بأفكارهم المنحرفة عدّة مفاهيم باطلة، طالما حاربها النبي صلى الله عليه و آله منها الطبقية ، فُضّل فيها العربي على غيره ، في الاحترام والإيمان والحدود والعطاء و . . . فيما نرى القرآن الكريم يقول :
«إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ » الحجرات : 13 . والنبي صلى الله عليه و آله يقول :
«لا فضل لعربي على أعجمي . . . إلا بالتقوى» 2.
فكان سلمان أوّل ضحية لهذا الفكر الزائف الذي شوّه سمعة الدّين الحنيف ، ولكن في كلّ هذه الظروف الصعبة كانالرسول صلى الله عليه و آله وأميرالمؤمنين عليأبنأبي طالب عليه السلام إلى جنبه ، فصبر وتحمّل حتّى أظهر اللّٰه تعالى فضله ومقامه لجميع المسلمين ، كيف لا، وقد بلغ المرتبة العاشرة من الإيمان، كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام .
وكان قد تخطى سلمان حلقة قريش وهم عند رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في مجلسه ، فالتفت إليه رجل منهم فقال : ما حسبك وبمانسبك وما اجترأت أن تخطّى