24الطغيان ، والهجوم على الطواغيت و . . .
كلّ عبادة هي تبرؤ من الشرك وانزجار من الطاغوت ، أما الحج فهو عبادة خاصة امتزجت بالسياسة واختلطت ، وإن حضور مختلف شرائح المجتمع العالمي وطبقاته يمثل ظرفاً مناسباً لتجلي روح هذه العبادة - كسائر العبادات الإلهية - في هذا الجمع العظيم ، وظهور هذه العبادة الممتازة في تلك الساحة ظهوراً تاماً .
من هذا المنطلق ، أمر رسولُ اللّٰه صلى الله عليه و آله - بأمرٍ من الوحي الإلهي - الناطقَ باسم الحكومة الإسلامية - وهو علي بن أبي طالب عليه السلام - أن يعلن البراءة من المشركين 1 ، حتى تمتاز بشكل قاطع حدود التوحيد عن الطغيان والشرك ، وتتخارج صفوف المسلمين المتناسفة عن صفوف الكفار ، فتظهر - عبر ذلك - الصورة السياسية العبادية للحج ، ويحمل زوّار الكعبة زاد التوحيد معهم مع استماعهم إلى قرار الحكومة الإسلامية الصادر بالانزجار من الشرك ، وإعلان نبذ الصلح والمصالحة مع المشركين 2 .
من هنا ، ينتشر قرار التوحيد وإعلانه ببركة الكعبة في أقطار العالم المختلفة ، تماماً كما يتوجه المسلمون كافة في الكثير من شؤون حياتهم ناحية الكعبة .
محور البراءة من المشركين
لا كمال أرفع ولا أسمى من نيل التوحيد الأصيل الخالص ، ولا يمكن ذلك ولا يتسنّى إلّا بالتنزه والتبرّي التام من مختلف ألوان الشرك والإلحاد ، والرفض لكلّ مشركٍ وملحد .
من هنا ، جعل اللّٰه سبحانه الكعبة بيت التوحيد ، واعتبرها محوراً للبراءة من الذنوب والعصيان والتهاوي ، بل مهّد لذلك وهيأ سبله عبر الأمور التالية :