22ومفاد هذه الآية تبلور البُعد السياسي في الحجّ ، وتجلّي الاستقلال الثقافي ، حتى لا تبقى سيطرة لأحدٍ من الكفار والمشركين على أيٍّ من المسلمين ، فهل يمكن أن يكون ذلك غير تجسيدٍ لأرفع مراتب الحكومة الإسلامية في الحج؟ وهل يمكن طرد رؤوس الإلحاد وتدمير مواقعهم ومتاريسهم إلّا في ظلّ الحكومة الإسلامية؟!
إذا لم يكن للإسلام حضور سياسي في منى ، وهي التي فسّر بها «الحج الأكبر» 1 ، فلا يمكن إعلان البراءة من عمّال الجور وعبدة الطاغوت ، تماماً كما لا يمكن قيام الناس والمقاومة بحجم العالم ، ونشر الاستقامة وتعميمها على العالم - وهو ما بُنيت الكعبة لأجله - سوى بإقامة نظام إسلامي .
ولعلّه لهذه الأسباب أو سائر الأسرار الإلهية المستورة عنا ، لم يحج سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام عام 60 للهجرة رغم مجيئه إلى مكّة ، فأدى عمرةً مفردةً احتراماً للكعبة 2 ، ويؤيّد ذلك ، ما جاء في كلامه عليه السلام في دعاء عرفة حول الحكومة