21المسلمين في يده .
جاء عن الإمام الصادق عليه السلام في حديث آخر :
«لو أنّ الناس تركوا الحج لكان على الوالي أن يجبرهم على ذلك ، وعلى المقام عنده ، ولو تركوا زيارة النبي صلى الله عليه و آله لكان على الوالي أن يجبرهم على ذلك ، وعلى المقام عنده ، فإن لم يكن لهم أموال أنفق عليهم من بيت مال المسلمين» 1 .
ويستظهر من هذه الرواية أن زيارة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله بمنزلة تجديد للبيعة معه والميثاق لتحكيم الحكومة الإسلامية .
3 - قال الإمام الباقر عليه السلام :
«إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار ، فيطوفوا بها ، ثم يأتونا فيخبرونا بولايتهم ، ويعرضوا علينا نصرهم» 2 .
فإذا كانت الحكومة والولاية بغير معنى السياسة فلا حاجة لإخبار الإمام بالولاية وعرض النصرة عليه .
4 - يتجلّى الإسلام الذي بعث به الأنبياء في التوحيد الذي يطرد مختلف أنواع الشرك وألوانه ، «وَ لَقَدْ بَعَثْنٰا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللّٰهَ وَ اجْتَنِبُوا الطّٰاغُوتَ » 3 .
ولا ينحصر هذا الإبعاد للشرك والطرد له في مجرّد الاعتقاد القلبي أو الذكر القالبي ، بل يستوعب إعلان الانزجار ، ونداء التبرّي ، وصرخة البراءة من الطغاة الأراذل وكل متجبّر متمرّد لئيم ، وهذا ما يتحقق في الحج ، ذلك أ نّه موضع «الإعلام» و «الأذان» بتبرّي الإسلام من ألوان الشرك ، وأن المسلمين بريؤون من المشركين ، وأ نّه لا مودّة ولا أُلفة بين المسلمين والمشركين : «وَ أَذٰانٌ مِنَ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النّٰاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللّٰهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ » 4 .