18والقائد والمرشد سيكون حجاً ناقصاً .
نعم ، ذكر الحج في هذا الحديث الشريف إنما جاء من باب التمثيل ، لا التعيين ، أي أنّه ليس الحج فقط حاله «تمام الحج لقاء الإمام» ، بل إنّ «تمام الصلاة والصيام والزكاة لقاء الإمام» أيضاً .
ويؤيد هذا الكلام ، أي أن الصلاة والزكاة والصيام وسائر العبادات إنّما يتممها لقاء الإمام وتولّيه ، ما جاء في قسمٍ من الحديث المعروف الذي يتحدّث عن قيام الإسلام على خمسة أسس ، إذ - وفي إطار التأكيد على مبدأ الولاية - يشير الحديث إلى دور «الوالي» وكونه حجةً ودليلاً على الأركان الأربعة الأخرى ، فيقول :
«والوالي هو الدليلُ عليهنّ» 1 .
وهذه المسألة مستفادةٌ من الآية الكريمة : «اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاٰمَ دِيناً» 2 ، فقد رضي اللّٰه سبحانه لنا الإسلام مع الولاية الإلهية ، وعليه ، فليس الحج وحده «تمام الحج لقاء الإمام» بل يمكن القول : «تمام الإسلام لقاء الإمام» .
ونشير أخيراً إلى أنّه رغم انتهاء احترام الحرم بالكعبة ، وحرمة الكعبة بالوحي والنبوّة والرسالة والولاية ، إلّا أنّه - وكما أشرنا مطلع هذا البحث - تختتم تمام هذه الحرمات بالحرمة الإلهية .
من هنا ذكر اللّٰه تعالى في إطار شرحه لسبب احترام الكعبة ما جعلها تنتسب إليه فقال : «بَيْتِيَ» 3 ، أي أنّ الحرمة الذاتية للّٰهسبحانه هي السبب وراء الحرمة العرضية للبيت الذي ينتسب إليه ، حتى لو كانت الكعبة هي الأصل في حرمة الأشياء اللاحقة .
الحج والوجه السياسي
الحج مظهر الحكومة الإلهية السامية
الحج - كما تبيّن - مظهر لأصول الدين المتينة وتجسّدٌ للعقائد الثلاثة :