17
تذكّر :
رغم أنهم قتلوا الإمام المعصوم عليه السلام وغدا على يديهم شهيداً ، إلّا أنّ حقيقة الإمامة قائمة بروحه الملكوتية التي لا مجال للشهادة فيها ، ولا سبيل للموت إليها ، على خلاف بدنه الذي يعرف الشهادة ، وهذا ما يختلف الحال فيه مع الكعبة التي لا وجود فيها إلّا للأحجار والأبعاد المادية .
4 -
ويشاهد الإمام الباقر عليه السلام الطائفين بالكعبة ، فيقول : «هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية»، فلم يأت الإسلام لكي تستمرّ السنن الجاهلية ، ثم يقول : «إنما أمروا أن يطوفوا ، ثم ينفروا إلينا ، فيعلمونا ولايتهم ، ويعرضوا علينا نصرهم» ثم قرأ :
«فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّٰاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ » 1 .
وعليه ، فثمة وظيفتان على كاهل القادمين من بعيد أو قريب للتشرّف بالكعبة المعظمة هما :
أ - أن يطوفوا ببدنهم حول الكعبة ، بوصفها طيناً وأحجاراً .
ب - أن يطوفوا بأرواحهم حول «كعبة القلب» وحرم ولاية أهل بيت النبوة .
وعليه ، فأولئك الذين جاؤوا بأرواحهم ليعرضوا ولايتهم على أهل البيت عليهم السلام ، ويعلنوا جهوزيتهم للتضحية والفداء وتقديم النفوس والإيثار بالمال يحققون حينئذٍ «حضور الحاضر ، وقيام الحجة بوجود الناصر» 2 .
5 - يقول الإمام الباقر عليه السلام : «تمامُ الحجّ لقاءُ الإمام» 3 ، بعرض الولاية عليه والإعلان عن الاستعداد للفداء والتضحية؛ وعليه فالحج الذي لا ظهور فيه للإمام