15ومع الأخذ بعين الاعتبار مقولة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله :
«من مات ولم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتةً جاهلية» 1 و
«كما تعيشون تموتون ، وكما تموتون تبعثون ، وكما تبعثون تحشرون» 2، فإن حياة الإنسان الذي لا يعرف إمامه هي حياة جاهلية ، وكلّ سننها وشؤونها إنما هي جاهلية في جاهلية ، ومن المؤكد قهراً أن زيارة مثل هؤلاء للبيت وحجهم سيكون حجاً جاهلياً ، ولن يكون لهم نصيب من الحج التوحيدي ، وسيأتي مزيد توضيح .
3 - لقد أعدّ اللّٰه سبحانه عذاباً لكل من أراد بالكعبة ظلماً وقصداً سيئاً :
«وَ مَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحٰادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذٰابٍ أَلِيمٍ » 3 ، من هنا وانطلاقاً من هذه السنّة الإلهية التي لا تبديل فيها ، والحكم الإلهي الخالد ، لم تكن واقعة الفيل ، والتي تلقّى فيها جيش أبرهة عذاباً إلهياً ، واقعةً حصرية لا تكرار فيها أو مجرد صدفة تاريخية .
الأمر الرئيس الذي لا ينبغي الغفلة عنه ، وهذه الدراسة متكفلة لبيانه ، هو أنّ الكعبة رغم قداستها الخاصة ، وحمايتها - منذ قديم الأيام - من أذى حملات أصحاب الفيل وأمثال ذلك ، إلّا أنّه عندما التجأ إليها ابن الزبير وتحصّن فيها ، أقدمت حكومة ذلك العصر الجبارة ، وعلى يد المنحوس الحجاج الثقفي على قصف الكعبة بالمنجنيق وتدميرها ، ثم اعتقال ابن الزبير 4 ، دون أن تمتدّ يدٌ من الغيب