122الحديث - ؟ قال : من حسنها فررت .
قال المعلّمي: ويريبني أيضاً من الأزرقي تحمسه لهذا القول؛ حتى أنه تصرف في النصوص بإسقاط ما ينافي مقالته، وغيره؛ فقد روىٰ عن ابن أبي عمر بسند واهٍ إلى أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و آله أنه صلى إلى الميزاب وهو بالمدينة، ثم قدم مكّة فكان يصلي إلى المقام ما كان بمكّة .
وقد روى الفاكهي هذا الخبر كما ذكره الفاسي في شفاء الغرام وفيه : أن النبي صلى الله عليه و آله قدم مكّة من المدينة فكان يصلي إلى المقام وهو ملصق بالبيت أو بالكعبة حتى توفي رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ؛
فأسقط الأزرقي في روايته قوله : وهو ملصق بالبيت حتى توفي رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ، وجعل موضعها : ما كان بمكّة .
وروى الأزرقي رواية عن عبداللّٰه بن سائب : فكنت أوّل من صلّى خلف المقام حين حوّل إلى موضعه .
ولم ترق للأزرقي كلمة «حوّل» فعقبه برواية اخرىٰ عن عبداللّٰه بن سائب وفيها : أنا أوّل من صلّى خلف المقام حين ردّ في موضعه هذا.
ورابعاً : ما ذكره آل الشيخ في شأن بعض وسائط الرواية من أنه غير ضابط؛ حكاه عن البخاري وأنه لذا عدّه العقيلي في الضعفاء وذكر أن ابن حجر أيضاً قدح فيه .
وخامساً : ما ذكره أيضاً من أن ابن أبي مليكة - على فرض ثبوته عنه - لم يأخذه عن الصحابة فيما يرى المحب الطبري صاحب (القرىٰ)، وإنما فهمه من سياق رواية كثير عن أبيه في قصّة احتمال سيل أم نهشل المقام؛ - وهو الحديث الثالث فيما ذكرناه هنا - ومعه فلا مجال للأخذ به بعد تصريح عائشة بأن المقام كان ملصقاً بالبيت في عهد النبي وبعده إلى زمان عمر وأن عمر هو الذي أخّره .
وسادساً : ما ذكره أيضاً من أن فهم ابن أبي مليكة نشأ من سؤال عمر أين موضعه؟ - في الرواية الثالثة - ولكن يحتمل أن يكون ذلك إشارة إلى موضعه قبل