123احتمال السيل له، وأما أن موضعه قبل احتمال سيل أم نهشل هو موضعه في عهد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله أو أن عمر كان حوّله قبل السيل فسأل عن ذلك الموضع فكل محتمل.
ويدل على الثاني رواية صحيحة لابن عيينة صرح فيها بذلك، بعد التصريح بأن المقام كان في سقع البيت علىٰ عهد النبي صلى الله عليه و آله 1.
الثالث : رواية اخرى للأزرقي بسنده عن ا لمطلب بن أبي وداعة السهمي قال : كانت السيول تدخل المسجد الحرام . . . وربما دفعت المقام من موضعه وربما نحّته إلى وجه الكعبة حتى جاء سيل في خلافة عمر يقال له : سيل امّ نهشل . . .
فاحتمل المقام من موضعه، فذهب به حتى وُجد في أسفل مكّة، فأتي به فربط إلى أستار الكعبة في وجهها؛ وكتب في ذلك إلى عمر، فأقبل عمر فزعاً فدخل بعمرة في شهر رمضان وقد غمّي موضعه، وعفاه السيل فدعا عمر بالناس فقال : أنشد اللّٰه عبداً عنده علم في هذا المقام؛ فقال المطّلب بن أبي وداعة السهمي : أنا يا أميرالمؤمنين عندي ذلك؛ فقد كنت أخشىٰ عليه فأخذت قدره من موضعه إلى الركن ومن موضعه إلى باب الحجر ومن موضعه إلى زمزم بمقاط، وهو عندي في البيت؛ فقال له عمر : فاجلس عندي وأرسل إليها، فاُتي بها فمدّها فوجدها مستوية إلى موضعه هذا؛ فسأل الناس وشاورهم فقالوا : نعم هذا موضعه؛ فلما استثبت ذلك عمر وحق عنده، أمر به فأعلم ببناء ربضه تحت المقام، ثم حوّله فهو في مكانه هذا إلى اليوم 2 .
ويرد عليه أوّلاً : ما تقدم في الخبر السابق من احتمال كون المراد بالموضع المذكور في هذا الخبر الموضع الّذي وضعه فيه عمّر أوّل مرة فسأل عنه ليجعله فيه مرة أخرىٰ؛ فقد روى ابن أبي حاتم بسند صحيح - عند أهل السنّة - عن سفيان بن عيينة أنه قال : كان المقام في صقع البيت على عهد النبي صلى الله عليه و آله فحوّله عمر إلى مكانه