59محرماً ، والمفروض أنّه مريد للإحرام ، لا متلبس به ، والتحريم الفعلي يتوقف على الإحرام وتوطين النفس وإعلامه بالتلبية .
3 . إدخال نفسه في حرمة اللّٰه بسبب التلبية
الإحرام عبارة عن إدخال النفس في حرمة اللّٰه ، غاية الأمر إنّما يدخل في حرمة اللّٰه بسبب التلبية ، فما لم يلبّ لم يدخل في الإحرام وفي حرمة اللّٰه ، كما أنّه إذا لم يكبّر لم يدخل في الصلاة ، وإذا كبّر حرمت عليه منافيات الصلاة ، وفي المقام تحرم عليه الأمور المعهودة إذا لبّى ، ولا يتحلل من ذلك إلّا بالتقصير في العمرة والسعي في الحجّ .
وبعبارة أخرى : الإحرام شيء مترتب على التلبية لا أنّه التلبية نفسها ، ولذا يعبّر عنها بتلبية الإحرام ، ولا يدخل في هذه الحرمة الإلهية إلّا بالتلبية .
والحاصل أنّ الإحرام أمر اعتباري تترتب عليه هذه الأمور بسبب التلبية ، فحال الحجّ بعينه حال الصلاة في كون التكبيرة أوّل جزء من أجزائها وبها يدخل في الصلاة ، وكذلك التلبية فإنّها أوّل جزء من أجزاء الحجّ وبها يدخل في تلك الحرمة الإلهية ، كما في النصّ الدالّ على أنّ الذي يوجب الإحرام ثلاثة : التلبية والإشعار والتقليد 1 .