260الحمداني (356ه ) . فقد بدأ كتابه بديار العرب ، ويستدل على ذلك : «لأنّ القبلة بها ومكة فيها ، وهي امّ القرى ، وبلد العرب وأوطانهم التي لم يشركهم في سكناهم غيرهم» 1 .
ويقول ابن حوقل في مقدمة كتابه :
«وقد فصلت بلاد الإسلام إقليماً إقليماً ، وصُقعاً صقعاً ، وكورة كورة ، لكل عمل ، وبدأت بذكر ديار العرب ، فجعلتها إقليماً واحداً ، لأنّ الكعبة فيها ، ومكة أم القرى ، وهي واسطة هذه الأقاليم عندي» 2 .
وعبارته الأخيرة : (وهي واسطة هذه الاقاليم عندي) تكشف عن رؤية دينية حاكمة على فكره الجغرافي .
فإنه بعد أن بدأ كتابه بالبحث عن ديار العرب يؤكّد ثانية : «وأنا مبتدئ من ديار العرب بذكر مكة» 3 .
وهكذا المؤلف المجهول لكتاب حدود العالم ، الذي ألّف كتابه بالفارسية في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري ، فقد خصّص فصلاً في وسط الكتاب لديار العرب .
يقول عن مكة :
«مكة ، مدينة كبيرة وعامرة ، ونفوسها كبيرة وعلى سفح الجبل وتحوطها الجبال ، وهي من أشرف المدن ، لأنّ بها مولد النبي صلى الله عليه و آله والكعبة» 4 .
وكذلك الحال مع مؤلف كتاب مجمل التواريخ والقصص ، والذي ألفه حوالي سنة 520ه ، فقد بدأ - بعد أن عدّ جزيرة العرب من الإقليم الثاني بعد مشاركة الأقاليم السبعة - بدأ البحث عن مكة ، وقال :