259ويليه وصف جزيرة العرب وأماكنها ، ثم يستعرض شرحاً دقيقاً لمكة وأماكنها التاريخية ، ثم يتناول المدينة المنورة ويعطي توضيحات وافية وشافية عنها .
وقد جاءت هذه العبارات بتفاوت يسير في أشكال العالم لأبي القاسم بن أحمد الجيهاني 1 .
إن أقدم الآثار الجغرافية المدوّنة في العالم الإسلامي - مع التأكيد على علم المنازل والمراحل - هو المسالك والممالك لأبي القاسم عبيداللّٰه بن عبداللّٰه بن خردادبه (المتوفى 272 أو 300ه ) . وهذا العالم الإيراني - كما ينكشف من اسم جده - من أسرة مجوسيّة ، وقد التحق جده بالدين الإسلامي ، وصار مسلماً .
والحديث عن الحجاز يأتي في سياق الكلام عن طريق البصرة إلى الحجاز ، حيث كان الحجاج يستفيدون منه ، فيستعرض المنازل والمراحل المختلفة بين مدن الحجاز ، ويقدم توضيحات مفصّلة حول الطرق التي كان يستفيد منها الحجاج للتنقل بين أكناف مكة والمدينة 2 .
ومن الأمور التي ذكرها ما أفاده في مسير هجرة الرسول صلى الله عليه و آله 3.
ومن الاُمور التي تدلّ على عمق الحبّ والعلاقة الدينية الوافرة بهذه الديار المقدّسة ، الاهتمام بتبيين مسير الهجرة النبوية .
وهكذا إعطاء توضيح حول حدود الحرم .
ويشاهد هذا التوجه أيضاً في كتاب صورة الأرض لابن حوقل ، الذي كان مؤلفاً عربياً ، ويبدو أنّه كان من أهل النصيبيين ، وقد أهدى كتابه إلى سيف الدولة