257تأليف الإيرانيين ، حيث كانوا يؤلفونها بالعربية أو الفارسية ، حتى أن بعضها كان بالعربية ثمّ ترجم إلى الفارسية في تلك الأيام ، هذا الامتزاج كان إلى حد بحيث لا يزال غير واضح من الناحية التاريخية هل كان تأليف كتاب المسالك والممالك للإصطخري مثلاً باللغة العربية ثم ترجم إلى الفارسية أو أن الأمر على العكس من ذلك؟ 1
ونضيف : إن تدوين بعض النصوص العربية المتعلقة بالحجاز أو بجزيرة العرب تم في إيران ، فقد تمت المحافظة على النسخ المهمة لهذه الحقبة التاريخية في مكتبات إيران لقرون عديدة ، فعلى سبيل المثال كانت النسخة الوحيدة لكتاب المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة المنسوب إلى الإمام أبي القاسم الحربي من علماء القرن الثالث الهجري موجودة في مكتبة مشهد الرضوية ، وقد طبع هذا الكتاب علامة جزيرة العرب الاُستاذ حمد الجاسر سنة 1969م1389/ه ، ويعد هذا الكتاب من أعظم الآثار الجغرافية حول جزيرة العرب وطرق الحج .
وأخيراً طبع الكتاب من جديد مع مقدمة عبداللّٰه بن ناصر الوهيبي في إنكار نسبة الكتاب إلى الحربي ، وذكر أن اسمه كتاب الطريق للقاضي وكيع محمد بن خلق ابن حيان .
وجدير بالذكر أنّ أباالقاسم الحربي كان منسوباً في الأصل إلى مرو الروذ من بلاد خراسان ، حيث هاجر عدد منهم إلى بغداد ، فسكنوا في محلة الحربية (باب الحرب) ، فكان من ضمنهم هذا العالم الجليل ، ولهذا السبب اشتهر بالحربي .
وقد أورد في هذا الكتاب قصيدة ، يذكر فيها لكل منزل من المنازل الواقعة في مسير الحج من البصرة إلى مكة مخمساً 2 .