256ولا بد هنا من الإشارة إلى امور ثلاثة :
الأوّل : إن المصنفات الجغرافية في العالم الإسلامي دوّنت تارة على أيدي الإيرانيين ، واُخرى على أيدي الساكنين في المنطقة المركزية العربية ، وثالثة بيد مؤلفي المغرب الإسلامي .
فمثلاً أبوزيد البلخي (الذي ولد حدود 235ه وكان حياً إلى حوالي 308ه ) ، وأبو إسحاق الفارسي الإصطخري (الذي ألف كتاب المسالك والممالك حوالي 318 - 321ه ) ، وأبو عبداللّٰه الجيهاني ، والمؤلف المجهول لكتاب حدود العالم (والذي يحتمل أنه كان من أهالي جوزجان ، وألفه حوالي 372ه ) كانوا إيرانيين .
وأمثال ابن واضح اليعقوبي (مؤلف كتاب البلدان) ، وابن حوقل (مؤلف صورة الأرض الذي كتبه في أواسط القرن الرابع) ، والمسعودي وقدامة بن جعفر كانوا من المنطقة المركزية العربية ، أما المقدسي صاحب الكتاب القيّم «أحسن التقاسيم» فقد كان من المغرب الإسلامي .
إذن ، كان تطور علم الجغرافية الإسلامي نتاج جمع من الباحثين في أنحاء العالم الإسلامي من الشرق حتى الغرب .
الثاني : إن الآثار الكلاسيكية تبدأ من كتابات البلخي والإصطخري وتنتهي عند الكتاب الثمين (أحسن التقاسيم) للمقدسي الذي هو نتاج عهد طويل من الكتابات الجغرافية ، ثم وجدت بعد ذلك صور اخرى لعلم الجغرافيا ، لا يمكن عدها من الآثار الكلاسيكية له ، ويمكن احتساب التواريخ المحلية - التي يحتوي قسم كبير منها على معلومات جغرافية - ككتاب تاريخ جرجان ، وأخبار إصبهان ، والتدوين في أخبار قزوين ، وغيرها في هذا المضمار ، وهكذا الرحلات .
وجدير بالذكر أن علم الجغرافيا نشأ من علم المنازل لسير الطرق (البريد أو الحج) ، ثم استقل شيئاً فشيئاً .
الثالث : كانت كثير من المصادر الجغرافية القديمة - في التمدن الإسلامي - من