202أفئدتهم ، ويحثون الخطى استعداداً للقيام بفريضة الإسلام وشعيرته الخالدة «حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً» ، ومن هؤلاء الحجاج المفكرون والعلماء والأدباء الذين زاروا الأراضي المقدسة حجاجاً ومعتمرين ، ودوّنوا رحلاتهم في كتب حفظها التاريخ ، حتى نستفيد منها ونقدم عنها ثبتاً وبياناً وإيضاحاً في هذه الأيام المباركة .
وبما أن المشرق العربي - جغرافياً - مترامي الأطراف متعدد الجهات والأقطار فقد أفردنا حديثنا عن الجهات التي كثر منها كتاب الرحلات ، وتوافر إنتاجهم بين أيدينا ، وهذا ما سنطالعه في المبحث التالي .
ثانياً : أهمية كتب رحلات الحج وقيمتها :
من خلال دراسة وتحليل أهم كتب رحلات الحج في المشرق العربي يتضح أنها تتميز بالعناصر التالية :
1 - أنها تحمل عبق الأشواق والفطرة الإسلامية لدى كتابها ، فتحس من كتاباتهم أنه قد تحقق لهم أغلى وأثمن حلم إيماني / عقيدي كانوا يهجسون به ويسعون إليه ، وهو الوصول إلى الحجاز (مكة والمدينة) .
وأداء النسك والشعائر المقدسة .
2 - رصد الذكريات وما عايشه كتاب الرحلات في طريقهم إلى الحج من مشاكل ومصاعب .
3 - بيان الظروف الإقتصادية والإجتماعية والسياسية التي كانت تغلف الحياة في الحجاز وتؤثر على الحج والحجاج .
4 - المقارنة بين ماضي وأمس الحجاز والأماكن المقدسة ، والحجاز في فترته الحديثة أو المعاصرة للحاج مؤلف الرحلة ، أي تحديداً بين ثلاث فترات ، الفترة العثمانية ، وفترة الأشراف الهاشميين ، وفترة السعوديين .
5 - بيان العلاقة الشعبية بين أهل الحجاز (مكة والمدينة) وبين ضيوفهم