201وآخر ميزة لهذه المنطقة العربية أنها أصبحت ميداناً للتنافس الدولي والصراع العالمي ، لاستثماره والاستفادة من معطياته ، وبالتالي استعماره أو استخرابه كما هو المصطلح الحديث .
وكما قلنا آنفاً ، إن جغرافية هذا الإقليم/ المنطقة تجعلنا في صلب العالم العربي والإسلامي ، فلا بد - إذاً - من التعريف بالدول العربية التي تدخل ضمن هذا الحيز الجغرافي وهي :
دول الجزيرة العربية (السعودية واليمن) .
دول الخليج الفارسي (من عمان إلى الكويت) .
دول الهلال الخصيب (العراق - بلاد الشام) .
دول الشمال والجنوب الأفريقي من جهة الغرب (وادي النيل / مصر والسودان) .
أما تاريخياً وسياسياً ، فإن الأدبيات التاريخية السياسية التي تناقش هذا الموضوع تعطيه آفاقاً مترامية الأبعاد وتجعله في صلب الأحداث التاريخية والطروحات السياسية ، وخاصة في العصر الحديث أي منذ أن وحدت أقطاره دولة الخلافة العثمانية ، والتي دام توحيدها لهذه المنطقة حوالي ثلاثة قرون وأكثر قليلاً منذ أوائل القرن السادس عشر الميلادي .
ولم يستثمر المجتمع العربي ولا الحكومات العربية هذه الوحدة التي فوجئت بالمد الاستعماري على بلادها ، ابتداءً من الحرب العالمية الأولى - 1914 - 1918م والتي مكنت القوى الأوروبية أن تحقق أطماعها في السيطرة على مقدرات هذه المنطقة ، وتقسم دولها إلى أجزاء متفرقة وتورث بينها الأحقاد والضغائن .
و من مجمل هذه التأرخة السياسية والجغرافية لهذه المنطقة - موضوع الدراسة - يتبين أنها تضم أقدس بقاع الأرض التي تهفو إليها قلوب المسلمين وتحج إليها