157فأجابهم :
أبواب الأمراء!
يدخل أحدكم على الوالي أو الأمير ، فيصدّقه بالكذب ، ويمتدحه بما ليس فيه» . .!
إنها صرخة قوية ضد النفاق تمقته وتحتقره!! إنها صرخة وال جديد ، جديد عليهم في كل شيء .
إذن ، هو لايريدهم بكلماته هذه - بل بصرخته هذه - إلا حراساً أمناء ومراقبين أشداء ، وأعين لخطواته وناصحين صادقين له ، يسددونه في القول والعمل .
وبالتالي ، هو لايريد أن ينفرد في الحكم ، ولايريد منهم أن يطيعوه إلا بالحق ، وأن لا يمتدحوه بما ليس فيه ، أو يتزلفوه و يتملقوه بالثناء عليه . . .
إنه منهج حكم واع وواعد راح حذيفة يربيهم عليه ويدربهم على تحمله! لا يريد منهم التواء ، ولا مراء ، ولا خداعاً ولا خيانة ، ولا كذباً ولا نفاقاً ، ولا طاعة في معصية ، إنه يريدهم أن يقفوا مع الحق ، وللحق ، وأن لا يخافوا في اللّٰه لومة لائم .
إنه أسلوب آخر لم يكونوا عرفوه من قبل!
أما هو فقد تعلمه من الدين الجديد والرسول المربي صلى الله عليه و آله ، منذ أن آمن برسالة السماء ، وانضم إلى مدرسة النبوة والصحبة المباركة ، حينما وفق هو وأخوه صفوان وأبوهما لترديد شهادة أن لا إله إلا اللّٰه ، وأن محمداً رسول اللّٰه بصدق وإخلاص .
وكان الخليفة الثاني إذا ولى والياً على قوم كتب إليهم : «إني وليت عليكم فلاناً وأمرته بكذا وكذا فاسمعوا له وأطيعوا» .
فلما ولى حذيفة كان ذلك سنة اثنتين وعشرين كتب لأهل المدائن :
«إني قد وليت عليكم فلاناً فأطيعوه - أو اسمعوا له وأطيعوه - وأعطوه ما سألكم» .