155النفاق كقرحة يمدّها قيح ودم ، فأيهما غلب ، غلب!
وله أيضاً :
جئت النبي صلى الله عليه و آله فقلت يا رسول اللّٰه ،
. . . إن لي لساناً ذرباً على أهلي ، وأخشى أن يدخلني النار فقال النبي عليه الصلاة والسلام لي : فأين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر اللّٰه في اليوم مائة مرة!
اختياره الكوفة!
كان - بحق - موفقاً في كل مهمة انتدب اليها أو مشورة تطلب منه ، فهو العابد وهو المقاتل الخبير العارف الناصح ، لم تمنعه عبادته الكثيرة عن أن يكون مقاتلاً جسوراً ، ولم يمنعه كل ذلك عن أن يكون مهندساً ومخططاً لمشاريع أخرى يحتاجها المسلمون ، إن في المعارك التي خاضوها ضد أعداء اللّٰه وإن في بناء دولتهم .
فحينما انتقل سعد بن أبي وقاص - والمسلمون معه - من المدائن إلى الكوفة واستوطنوها ، وذلك بعد أن أنزل مناخ المدائن بالعرب المسلمين أذى بليغاً .
مما جعل عمر يكتب إلى سعد كي يغادرها فوراً بعد أن يبحث عن أكثرالبقاع ملاءمةً فينتقل بالمسلمين إليها .
فمن الذي وكل إليه أمر اختيار البقعة والمكان . . .؟
كان حذيفة بن اليمان هو صاحب هذه المهمة ، فقد ذهب ومعه سلمان بن زياد ، يختاران المنطقة والمكان الملائم حتى بلغا أرض الكوفة ، وكانت حصباء جرداء مرملة .
شمّ حذيفة عليها أنسام العافية ، فقال لصاحبه : هنا المنزل إن شاء اللّٰه ، وهكذا خططت الكوفة وأحالتها أيدي المسلمين إلى مدينة طيبة عامرة .
وما كاد المسلمون ينتقلون إليها ، حتى شفي سقيمهم ، وقوي ضعيفهم ، ونبضت بالعافية عروقهم . .!!