154يتكلم ، فلا يعود قلبه إلى ما كان أبداً .
قال حذيفة : إياكم ومواقف الفتن!
قيل : وما مواقف الفتن يا أبا عبداللّٰه؟
قال : أبواب الأمراء ، يدخل أحدكم على الأمير ، فيصدقه بالكذب ، ويقول ما ليس فيه .
وعن أم سلمة رضوان اللّٰه تعالى عليها أنها قالت : قال حذيفة : واللّٰه لوددت أن لي إنساناً يكون في مالي ، ثم أغلق علي بابًا ، فلا يدخل علي أحد ، حتى ألحق باللّٰه عزّ وجل .
وله أنه قال :
إن اللّٰه تعالى بعث محمداً صلى الله عليه و آله فدعا الإنس من الضلالة إلى الهدى ، ومن الكفر إلى الإيمان ، فاستجاب له من استجاب ، فحيي بالحق من كان ميتاً ومات بالباطل من كان حياً ، ثم ذهبت النبوة وجاءت الخلافة على مناهجها ، ثم يكون ملكاً عضوضاً . . .!!
فمن الإنس من ينكر بقلبه ، ويده ولسانه . . أولئك استجابوا للحق ، ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه ، كافاً يده ، فهذا ترك شعبة من الحق ، ومنهم من ينكر بقلبه ، كافاً يده ولسانه ، فهذا ترك شعبتين من الحق ، ومنهم من لا ينكر بقلبه ولا بيده ولا بلسانه ، فذلك ميّت الأحياء .
والقلوب عند حذيفة أربعة ، حيث يقول :
القلوب أربعة
قلب أغلف ، فذلك قلب الكافر .
مصفح ، فذلك قلب المنافق .
وقلب أجرد ، فيه سراج يزهر ، فذلك قلب المؤمن .
وقلب فيه نفاق وإيمان ، فمثل الإيمان كمثل شجرة يمدّها ماء طيب . . ومثل