140فإنا لا نحب أن نجاوز خطك .
فهبط رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله مع سلمان ورقي التسعة الذين مع سلمان على شقة الخندق ، فأخذ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله المعول من سلمان فضربها ضربة فصدعها وضربة ثانية فصدعها وضربة ثالثة فكسرها ، وفي كل ضربة يخرج منها برق يضيء لابتي المدينة ، ويكبر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ويكبر معه المسلمون . . . . وكلها كانت تحمل بشائر نصر كما بيّنها وفصلها لهم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله 1.
وقد بعث النبي صلى الله عليه و آله حذيفة يوم الخندق لينظر ما صنعت قريش ، فعاد إليه بخبر رحيلهم . كان هذا في ملاحقة واعية للموقف حين أراد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله - وبعد أن دب الذل والعار والفشل في صفوف المشركين من قريش ومن حالفهم من اليهود وغيرهم - أن يطلع على موقفهم وما حل بهم .
فراح رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يفكر فيمن ينتدبه ويختاره ليتولّى هذه المهمة الخطيرة ، فيدخل معسكر المشركين ويقتحمه ليبلو أمرهم ويعرف أخبارهم .
وفي ليلة مظلمة ورياح عاصفة صاخبة وقد أضنى التعب والجوع والحصار الذي دام شهراً أو يزيد أصحاب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ، وقع اختيار الرسول صلى الله عليه و آله على هذا الصحابي الجليل ، فدعاه إليه وأوكل له هذا الأمر ، فلبى حذيفة ما طلبه منه رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله وها نحن ندعه يفصل لنا هذه المهمة :
قال رجل لحذيفة : أشكو إلى اللّٰه صحبتكم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فإنكم أدركتموه ولم ندركه ورأيتموه ولم نره .
وفي رواية أخرى : لو أدركت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله لقاتلت معه وأبليت معه!
وفي رواية ثالثة : إن فتى من أهل الكوفة قال لحذيفة بن اليمان : ياأبا عبداللّٰه ، رأيتم رسول اللّٰه وصحبتموه؟!
قال : نعم يا ابن أخي .