139فقال حذيفة : يغفر اللّٰه لكم وهو أرحم الراحمين .
فزادت حذيفة عند رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله خيراً ، وأمر به فأوري ، أو قال : فأودي 1 .
وشهد حذيفة معركة الأحزاب :
كان حذيفة واحداً ممن شارك في حفر الخندق ، بل كان واحداً من عشرة على رأسهم سلمان الفارسي وثلاثة من المهاجرين وستة من الأنصار وحصتهم أربعون ذراعاً ، يحفرونها من الخندق ، وهو خط خطه لهم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله حيث إن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وزع الخندق حصصاً بين المشاركين لإنجاز حفره .
وقد فازت هذه الثلة من الصحابة بأن يكون سلمان فيها بعد أن تمنى كل من المهاجرين والأنصار و كل جماعة من المسلمين أن يكون سلمان فيهم فقالت الأنصار : «سلمان منا» ، فيما قال المهاجرون : « سلمان منا» ، وحسم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله هذا بقوله المعروف : «سلمان منا أهل البيت» .
وهذه الفضيلة حظيت بها جماعة حذيفة بن اليمان بانضمام سلمان إليها ، ليكون واحداً منها في مهمة حفر الخندق . فاستبشروا بوجوده المبارك بينهم خيراً .
وهناك فضيلة أخرى حظي بها هذا الفريق دون الآخرين ، وهو قصة الصخرة التي أخرجها اللّٰه تعالى من بطن الخندق ، وكسرت حديدهم وشقت عليهم ، فتسارعوا إلى سلمان رضوان اللّٰه تعالى عليه قائلين : ارق إلى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فأخبره خبر هذه الصخرة ، فإما أن نعدل عنها ، فإن المعدل قريب وإما أن يأمرنا فيها بأمره فإنا لا نحب أن نجاوز خطه .
فرقي سلمان حتى أتى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وهو ضارب عليه قبة تركية فقال :
يا رسول اللّٰه! بأبينا أنت وأمّنا! خرجت صخرة بيضاء من الخندق مروة ، فكسرت حديدنا وشقت علينا حتى ما نحيك فيها قليلاً ولا كثيراً ، فمرنا فيها بأمرك