256
إلى كلكتا، التي ذهب إليها أبوه بناءً على رغبة مريديه وأحبابه، حيث توفي هناك عام 1907م، وكان أبو الكلام آزاد وقتها يتكلم الأردية «المكسرة» ، فقد توفيت والدته بعد وصوله كلكتا بسنة واحدة. . . يذكر الدكتور النمر أنه عاد إلى الهند بعد سنتين من ولادته، مستشهداً بما جاء في كتاب «الهند تكسب حريتها» لآزاد، وأشار الدكتور النمر نفسه إلى أن بعض المراجع الهندية الرسمية، تشير إلى أنه غادر مكة مع والده عام 1898م 1.
كما ينقل الدكتور النمر عن آزاد قوله: «وكان الداعي إلى عودته (أي والده) أنه سقط مرة في «جدة» فانكسرت ساقه ولم يجد من يرجعها إلى استقامتها، فأشار عليه أصدقاؤه بأن أطباء كلكتا يستطيعون علاجه. .
فسافر للعلاج وكان عازماً على الرجوع إلى مكة بعد الانتهاء منه، لكن أتباعه ومريديه ألحوا عليه بالبقاء، ولم يدعوه يرجع إلى مكة. .
وتوفيت والدتي بعد قدومنا كلكتا بسنة (أي عام 1891م) ودفنت في ترابها» 2.
صبي مكة يطوّر لغة صحافة الهند:
درس أبو الكلام آزاد على يد أبيه مختصرات في كل علم، وبدأ قول الشعر وهو في الحادية عشر من عمره، ثم بدأ في نشر مقالات نثرية، وفي سنة 1903م أصدر مجلة شهرية بعنوان «لسان الصدق» ، وقد ألقى أول خطاب وعمره اثنا عشر عاماً، وقد ألقى خطاباً في جمعية حماية الإسلام بلاهور سنة 1904م نال استحسان الجميع، وتعجب مولانا شبلي النعماني وأديب الأردية حالي، حين التقيا بهذا الفتى الذي هو مدير تحرير لسان الصدق. . . لقد شكلت نشأته في مكة المكرمة شخصيته العظيمة.
أصدر بعد ذلك مجلة الهلال الأسبوعية، فصارت مجلة فريدة في عموم الهند، ويذكر مولانا عبد الماجد الدريابادي أن الهلال «طلعت في سماء كلكتا سنة 1912م في الغالب حين استقر آزاد في كلكتا، لقد بدل آزاد