257
دنيا الصحافة، قلباً وقالباً، شكلاً ومضموناً، فاختلفت صحافته عن صحافة معاصريه، بإصدار هذه الصحيفة الأسبوعية التي سماها الهلال، وبالإضافة إلى الأسلوب، فقد جعلها صحيفة حية، مطبوعة على ورق جميل، ومحلاة بالصور الرائعة، وفي صفحة الغلاف الملونة كتب اسم المحرّر وهكذا: أحمد المكنى بأبي الكلام الدهلوي «ويذكر مولانا عبد الماجد أنهم ظلوا يبحثون في المعاجم والقواميس عن النطق الصحيح لكلمة المكنى وعن معناها أيضاً» 1.
كانت نشأة آزاد في مكة المكرمة وتعلقه بلغة أمه اللغة العربية ذا أثر واضح على أسلوبه منذ البداية، وهكذا بدأ يدخل في لغة الصحافة التراكيب والتعبيرات العربية، ويجبر غيره على فهمها ومحاولة استخدامها، مما أثرى اللغة الأردية بتراكيب جديدة، فبدلاً من اديتر (اللفظ الإنجليزي) استخدم مدير مسؤول، كما استخدم محرر خصوصي، ورئيس قلم تحرير، واستخدم كلمة مجلة بدلاً من جريدة، واستخدم التركيب «بريد افرنك» بدلاً من «ولايتي داك» وهو التركيب الأردي المفهوم، واستخدم التركيب «محير العقول» بدلاً من التركيب الفارسي «حيرتانگيز» . .
ويذكر مولانا عبد الماجد أن أبا الكلام كان يطلع على القراء كل أسبوع بتعبيرات جديدة ومصطلحات لم يسمعوا عنها، وبتشبيهات وتراكيب جديدة، والعجيب أنّها كانت تظهر علىٰ صفحات جريدته، فتصبح على الفور عملة رائجة بين جميع الأدباء. . لقد اعترف الجميع بعد ظهور الهلال بأن أبا الكلام آزاد هو الآن مولانا أبو الكلام آزاد، فقد صار كل بيت يلهث وراء الحصول على نسخة من الهلال 2.
شارك مولانا آزاد في حركة تحرير الهند وفي حركة الخلافة وكان رئيساً لها، وألقى خطبة عن «مسألة الخلافة وجزيرة العرب» ، وتعرض للسجن، ودافع عن نفسه في بيان عرف باسم: القول الفيصل، نشر في