255
اشتهر مولانا خير الدين بحهوده في جمع الأموال التي أسهمت في ترميم نهر زبيدة سنة 1295ه / 1878م 1.
فصّل إبراهيم باشا في رحلته «مرآة الحرمين» الحديث عن نهر زبيدة، كما كتب عنه مولانا عبد المعبود في كتابه تاريخ مكة المكرمة (بالأردية) ، ويذكر أبوالكلام آزاد «أن أباه حين كان في مكة لم تكن المياه تأتي أبداً في نهر زبيدة، ولو حدث وجرت فهي قليلة جداً، وكان عسكر شريف مكة يجلسون عليه يبيعون الماء بأسعار غالية، وفي تلك السنة انقطعت المياه تماماً في الحج وهلك آلاف الناس، وقد رأى والدي هذا المنظر بنفسه وقرر أن يصلح من شأن هذا الأمر من أجل موسم الحج القادم، وكان قد لفت نظر سلطان تركيا لهذا الأمر لكنه لم يجد منه أذناً صاغيةً، ولهذا بدأ يخاطب الناس في الهند، فطلب من صديقين له هما شهبندر التجار حاجي عبد الواحد وحاجي زكريا العون، فقدّما آلاف الروبيات، وقدم نواب الهند ورؤساؤها أيضاً المعونات، ومن حسن الحظ أن نواب كلب علي خان ونواب عبدالغني كانا ذاهبين للحج في تلك السنة، فذهب الوالد إليهم فتبرعا بأموال كثيرة. . كان هذا سنة 1289ه. / 1873م، وقام الوالد بطبع نشرات بالعربية والأردية أرسلها إلى مصر والهند. . ولم تمض عدة أشهر حتى قدم المهندسون الهنود (عددهم 8) ، كما انتبهت الحكومة التركية وأرسلت مهندسين مصريين. .» .
وهكذا بدأ العمل في تطهير نهر زبيدة بعد أن شكل مولانا خير الدين لجنة من سبعة أشخاص تعمل تحت إشراف شريف مكة، وتم إصلاح جزء كبير من النهر لدرجة أن مشكلة المياه انتهت سنة 1905م، وقد منحت الحكومة التركية مولانا خير الدين وساماً (الدمغة المجيدي من الدرجة الأولى) .
وبينما تذكر دائرة المعارف الإسلامية الأردية أن أبا الكلام آزاد سافر وعمره عشر سنوات مع والديه